لن نقبل بلحس المِبْرد كرمى عيون أحد.. رفاقنا الأحياء والمناضلون الشهداء دافعوا عن لبنان والوجود المسيحي الحر، لا ليمرروا التوطين كما يفعل السيّد جعجع وزوجته، اللذان يسطوان على القوات اللبنانية.. دقّ "الإسفين" بين مؤسسي القوات اللبنانية فيما بينهم وما بين "حنا العتيق" بتقارير إخبارية تحليلية لن تفيدهم بشيء، لأن وجهتنا لبنان 10452 كلم2 وليس كانتوناً خاصاً، فالتنسيق والتكامل فيما بيننا شبه يومي وعلى أدقّ التفاصيل.
أمين عام هيئة "قدامى القوات اللبنانية"؛ جوزيف الزايك، يتحدث لـ"الثبات" عن آخر تطورات البيت القواتي الداخلي، ويشير إلى انطلاقة حركة مؤسسة "قوات المقاومة اللبنانية"، التي ستكون وفية وعلى "الوعد" مع الرئيس بشير الجميل في بيت عنيا في كسروان السبت المقبل، وإليكم الحوار:
يبدأ جوزيف الزايك حديثه بالإشارة إلى دور هيئة قدامى القوات اللبنانية، بلمّ شمل الممتعضين والمهمشين من قبل القيادة الحالية للقوات، والتي كانت نتيجتها حركة الرفيق "حنا العتيق" في دير سيدة الجبل – فتقا؛ يؤكد الزايك أنّه لا يمكن وضع تاريخ القوات اللبنانية ضمن دائرة شخص مهما كبر حجمه ومهما دعمته السفارات، يقول: "خطّ القوات اللبنانية الذي بدأ من الرئيس بشير الجميل، على نقيض حراك جعجع، القوات اليوم مخطوفة بقوة السلاح وبغدر سمير جعجع "لأوادم" المناضلين القواتيين، واستيلاء الأخير للسلطة كان نتيجة حذفهم جسدياً بالاغتيالات والقتل، هناك أجيال وشهداء وأبطال وكادرات، لا يمكن محو تاريخهم بتزوير الحقائق، "الحنون" أحد هؤلاء الأشخاص الذين ساروا منذ أيام بشير، وكان واحداً من الذين دفعوا ثمن خيارات سمير جعجع غير الصائبة والشخصية، هذه المؤسسة ليست ملك عائلة جعجع، ونحن كهيئة قدامى قوات ننسّق مع أيّ قواتي، لأنّ يدنا ممدودة للجميع للدفاع ليس عن القوات اللبنانية، بل عن مبادئها ومبررّ وجودها، والمتمثلة اليوم برفض التوطين والزود عن لبنان الـ10452 كلم2 وأيّ احتلال لأراضيه"، يضيف الزايك: "نؤيد حراك "الحنون"، ونحن من أوّل الداعمين له بشكل تلقائي، لأنّ القوات اللبنانية على أيدي جعجع مسلوبة ومرهونة لمشروع وهابي، وما وثائق ويكيلكس حول التوطين وقبوله بها، سوى إحدى تلك المؤشرات".
قوات المقاومة اللبنانية
ولكن ألم يحن وقت طي صفحة أحداث الماضي بين المسيحيين، خصوصاً بعد عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي، والعفو عن سمير جعجع وخروجه من السجن، فلمَ لا يتمّ تثبيت الدعائم التي تجمع المسيحيين ونبذ نقاط الافتراق؟ يردّ الزايك متحسراً: "أقولها بمرارة، لو اتفق كلّ المسيحيين على وضع خطّة واضحة، لا يمكن الوثوق بشخص اسمه "سمير جعجع"، هذا الرجل يغدر بمن يتفق معهم، وينقض كلّ الاتفاقيات الشفهية أو المكتوبة، سواء في بكركي أو خارجها، إنه يطعن الناس بظهورهم.. ولكن انطلاقاً من إيجاد النقاط المشتركة، نمدّ يدنا كل يوم وكلّ دقيقة لأيّ رفيق قواتي لإنقاذ القوات من المحنة التي تعيشها، ولهذا السبب وقف قدامى القواتيين مع "الحنون" للمّ شمل مؤسسة القوات، لأنّ ما تبقّى منها فقط الأموال الموضوعة في حسابات جعجع الخاصة، ورئيس مختبئ في قصر".
يتذكّر الزايك أنّه على أيام بشير المؤسس، الناس أعطت أبناءها للدفاع عن لبنان، أين هي ثقة القواتيين بقيادتهم اليوم؟ الناس اليوم ترفض خطوات جعجع، ولهذا السبب تأتي حركتنا لتصويب المسار، يقول: "للحفاظ على تسمية قوات لبنانية، أطلقنا تسمية هيئة قدامى القوات اللبنانية، ولكننا اليوم بالاتفاق مع رئيس الهيئة السيّد "جو إده" والرفاق، سنُطلق تسمية "قوات المقاومة اللبنانية" لإيقاف المتاجرة بدماء شهدائنا وأحبائنا القواتيين".
يكمل شقيق الشهيد الياس الزايك حديثه للثبات قائلاً: "المقاومة ليست بالسلاح فقط، لعل مقاومة السلاح من أسهل سبل المواجهة، لأنّه يمكنك بسهولة تحديد العدو من الصديق، اليوم مقاومتنا هي محض سلمية ومدنية وسياسية، ونحن بالتالي نرفض فتح "دكانة" أو إمارة صغيرة تعتاش من أموال الوهابية السياسية، لأنّ لبنان بحسب إيماننا ومعتقداتنا، بلد التعايش بين الأديان، لا بلد التكفير بين المذاهب والأديان".
ولكن تبرير جعجع لمؤيديه ينطلق من مجيء "السنية السياسية" (الحركة الوطنية أيام الحرب)، من مشروع إيمانها بالوحدة العربية إلى مشروع منطق لبنان – الكيان؟ يجيب الزايك متسائلاً: "هل نهائية لبنان تكون بفتح منطقة عازلة في عكار وطرابلس؟ هل مصلحة لبنان تكون بإيواء الجيش السوري الحرّ وكلّ وهابيي العالم التكفيريين فيما بيننا؟ ما رأيه بفتح الإسلام والذي حصل في مخيّم نهر البارد؟ لم التدخل بالشؤون السورية؟ ولم إقحام المسيحيين في مشروع حكم الإخوان في المنطقة؟".. يتوقف الزايك قليلاً ويضيف قائلاً: "مصلحة جعجع شخصية مالية، أمّا مصلحة الإخوان فاستراتيجية.. وبقليل من الأموال مهما كثرت تبقى بخسة أمام مشروع تطيير لبنان، لأنّ لبنان بفقدانه مسيحييه يفقد ميزته ومبرر وجوده".
وعن تسخيف قيادة القوات الحالية لأي حراك خارج عن إرادة وطاعة سمير جعجع، يردّ شقيق الشهيد الياس الزايك: "في إحدى التحليلات الصحفية، جرى دقّ "إسفين" بين كلّ من حضر لقاء سيدة الجبل و"حنا العتيق"، نوضّح للجميع أننا على تنسيق كامل فيما بيننا، وعملنا تكاملي، ونحن على تواصل يومي ودائم، وعلى اتفاق على أدقّ التفاصيل، نحن أصحاب مشروع واضح "نريد إعادة المؤسسة إلى أصحابها"، ومن منبركم بالذات أدعو جميع القواتيين (أحرار – تنظيم – حراس أرز – كتائب) في كسروان إلى لقاء بيت عنيا في كسروان، لإعادة تصحيح حركية القوات، لأنّ القوات بحسب مفهومنا هي ليست حزباً بقدر ما هي مقاومة للدفاع عن لبنان، صحيح أن لجعجع سفارات وأموال الخليج وأجهزة مخابرات دولية، لكن نحن لدينا العزيمة والكرامة التي نستمدّها من أحبائنا الشهداء للزود عن لبنان وشعبه.. وسنحفر طريقنا بأيدينا وأظافرنا، ورحلتنا الصعبة الشاقّة نخطوها بفرح إيماني مسيحي، وفي النهاية "لن يصحّ إلاّ الصحيح" ويضحك جيداً من يضحك أخيراً"، ويضيف الزايك: "لن تستطيعوا وضع "إسفين" بين جو إده والزايك، وبين الزايك و"الحنون" أو الحنون و"بوسي الأشقر"، لأننا كلّنا سائرون على نفس الاتجاه وعلى نفس الموجة، ومن مددّ لنفسه منذ العام 1985 وحتى اليوم بالقوة والخبث والتضليل لرهن قرار القواتيين بشخصه، وإن غاب لظرف ما تسلم أمور الحزب لزوجته".
ويقول الزايك: "مشاريعنا كثيرة، وموعدنا المقبل السبت القادم في السادس من الشهر الجاري، في دير عنيا (الساعة الخامسة مساء)، والكلام سيكون قواتياً بحتاً، لأن البداية أردناها انطلاقاً من يوم "الوعد" الذي أطلقه الرئيس بشير الجميل من كسروان تحديداً.. وفي هذا المجال نحن نمثل كل شخص طيّب في هذا البلد يحبّ ويسعى أن يكون وطنه نظيفاً عن أيّ تدخّل غريب".
يرفض الزايك تصنيف قوات المقاومة اللبنانية تحت راية الأحزاب، يقول: "القوات اللبنانية لم تكن يوماً من الأيام حزباً، كانت مؤسسة ناظمة لكافة شرائح المقاومة اللبنانية التي قاومت الوجود السوري في لبنان والتدخل الفلسطيني في شؤوننا، لم يخطر ببال بشير الجميل يوماً من الأيام تسمية القوات اللبنانية بحزب، ويدعونا السيّد جعجع لتأليف حزب آخر، نقول له: "لن نؤسس أيّ حزب، ومن يسرق تاريخ المناضلين الشرفاء وأموالهم، لا يحقّ له سلب إرادتنا.. المجتمع المسيحي في أيام الحرب دفعوا دماً وتضحيات وأموالاً، لا ليتنعّم بها جعجع وعائلته، بل من أجل الدفاع عن حقوق مجتمعهم والزود عن مصالحهم.. أموال الأسلحة ملك أبناء الشهداء، ولا يمكن وضعها في حسابات جعجع الخاصة في أوروبا".
وما العيب بتسمية حزب قوات المقاومة اللبنانية، ما دام المنضوون إليها يتعاطون الشأن العام السياسي؟ يردّ الزايك: "استخدامنا لكلمة "قوات المقاومة اللبنانية" هدفه وقف استغلال تسمية "القوات اللبنانية" بغير مكانه، وكلنا نعرف ذلك، لأنّ مسار جعجع العمومي والخصوصي في المكان الخطأ.. وما تحالفه مع السوريين عندما كانوا في لبنان وانقلابه عليهم بعد خروجهم خير دليل على ذلك".
لتوطين المسيحيين العراقيين
وعن توقعه لموقع "قوات المقاومة اللبنانية" الشعبي، يقول الزايك: "المؤامرة مستمرّة لتهجير المسيحيين.. ماذا تبقى منهم في العراق؟ في المناسبة لم لا يتم توطينهم في لبنان لإعادة التوازن إلى ديمغرافية البلد مع تجنيس عشرات آلاف الفلسطينيين؟ مسيحيو العراق للأسف حطّوا في لبنان بانتظار حصولهم على تأشيرات الخروج إلى أوروبا ورحلوا.. نعم أقولها بصراحة، يحقّ لنا المطالبة بتوطينهم ما دامت الأمور لم تُصحح في لبنان، إعادة التوازن حقّ لنا، فإمّا تُسحب الجنسيات من غير المستحقيّن، وإمّا نوطّن العراقيين المسيحيين للحفاظ على التنوّع اللبناني.. بالأمس خُطفت إرادة الزحلاويين بتجنيس 20 ألف سني في القضاء، والغد يُعمل على قضم أقضية أخرى.. وهذا الأمر شاذ ومرفوض، والقوات بقيادتها الحالية فرحة بهذا العمل لحصولها بعض النواب، لأنّها لا تفكّر أبعد من أنفها، وهم أشبه بالإنسان الذي يلحس المِبرد".
ويقول الزايك: "لبنان من دون مسيحيين شرق مظلم، ولهذا السبب يعمل على تهجيرهم بسياسة ذكية طويلة الأمد، وهذا المعطى يتأمّن من خلال شخص سمير جعجع وغوغائيته، نحن كـ"قوات مقاومة لبنانية" نسعى في هذا المجال جمع كوادر القواتيين الذين حملوا السلاح يوماً ما للدفاع عن لبنان، ويدنا ممدودة لكلّ لبناني نظيف".
وعن توجّه حركتهم الجديدة ترشيح أعضاء للندوة البرلمانية عام 2013، يقول الزايك: "هدفنا ليس الترشّح للانتخابات النيابية، هدفنا حماية المسيحي من غوغائية جعجع، التي تبعثر قوتهم بتضليل من هنا أو شراء أصوات من هناك، وموضوع ترشّح من قبلنا، لا يزال الحديث عنه مبكراً، رغم وجود مرشحين دائمين على بعض الدوائر".
الربيع العربي
ورداً على سؤال عن الحراك العربي وانعكاس ذلك على مسيحيي الشرق؟ يقول الزايك: "المسيحي لا يشعر بالخطر من جراء ذلك، إنّه بقلب العاصفة.. التهجير جارٍ على قدم وساق من داخل كل الأقطار العربية.. من يقتل مطراناً وكاهناً داخل كنائس العراق، ليست تهجيراً واضحاً لمسيحيي المشرق! ما نشاهده في قلب حلب وغيرها من المحافظات السورية، ليس تهجيراً للمسيحيين تحت غطاء شعار "الربيع العربي"، وهذا الربيع العربي بمعظم حراكه مزوّر وفاسد.. وما حصل في ليبيا واليمن وتونس خطة ممنهجة لوضع يد الإخوان على المنطقة، وجعحع يتبّع تلك السياسة منذ خروجه من السجن، ولن يجرؤ على الخروج عنها".
ويؤكد الزايك نكث جعجع بعهوده، مشيراً الى "حصول تواصل بين جعجع وشخصية مسيحية كبيرة متمولّة في شمال أوروبا وضرورة السير بمصالحة مسيحية، ولكنّه للأسف نكث جعجع بعهده من أجل السير بمخطط إخواني يكون فيه مقاليد حكم المسيحيين له وحده، ينهي الزايك حديثه: "هل تعتقد أن جعجع مقتنعاً بحكم الإخوان؟ لو كان مسيحياً شريفاً ويؤمن بالله لما سار بتلك السياسات الملتوية، أصلاً لم نره يوماً منذ خروجه من السجن يرسم شارة الصليب كاملة على جبينه وصدره، في إحدى المرات رسم نصف شارة الصليب ليُخبرنا أنّه مسيحي، وهو يمارس التقية جيداً أكثر بكثير من غيره، وبعض وسائل الإعلام تقوم بالباقي".