Wednesday, February 09, 2011

من أجل لبنان ....التعذيب لاعتراف البريء بارتكاب الجريمة


من أجل لبنان ....التعذيب لاعتراف البريء بارتكاب الجريمة

عمر نشابة -

يتباهى بعض المحققين بقدراتهم على «سحب» الاعترافات من مشتبه فيهم موقوفين لديهم. لكنهم يشكون، في جلساتهم الخاصة، ممن «عذّبهم» خلال التحقيق لعدم رضوخه للضرب المبرح والإذلال الذي تعرّض له. «هيدا الكلب عذّبنا كتير والله. ما كان يعترف... لا البلانكو نفع معو ولا الفرّوج» يقول المحقّق «القبضاي» ممتعضاً. ثمّ يبتسم، «بس بالآخر بدّو يعترف». يسكت للحظات ثم يضيف: «متل الشاطر بدّو يعترف».

سيخضع «الشاطر» لشطارات المحقّق «القبضاي»، لكن حفلة الصراخ من الألم والجوع والعطش والإهانة والخوف لا تنطلق إلا بإشارة، ولو غير مباشرة، «من فوق». كلمات قليلة يعبّر عنها ضابط أو قاض أو «خواجة» تكفي لفتح أبواب جهنّم على وجه الموقوف وجسده في مركز التحقيق أو المخفر أو السجن أو النظارة أو مكتب الضابط. يُقال للمحقّق «عالجه»، وقد يعطيه المسؤول «من فوق» فرصة لإثبات شطارته: «فرجيني شو فيك تعمل».

لن يعترف المحقق بعد ساعات من الاستجواب بعجزه عن انتزاع الاعتراف من الموقوف لديه، بل سيزيد من ابتكارات الإيلام والإذلال. وينتقل من الضرب إلى الكهرباء إلى التهديد باغتصاب والدة الموقوف وزوجته وشقيقته وأطفاله. فالمحقق القبضاي لا يتراجع. أما البراءة، فلا تهمّ ولا تعني إلا صاحبها. «الشاطر» سيعترف.

كيف لا والألم يدخل أعماق أعماقه من أسفل رجليه (الفلقة) إلى رقبته (السحسوح) مروراً بصدره وبطنه وعضوه التناسلي؟

كيف لا والدماء تسيل من طرفي عينيه فتسقط أرضاً ليختلط عرقه بدموعه ويبول عليها المحقق «ليغسلها»؟

كيف لا والخوف والبرد والجوع والعطش لم تترك له فرصة للتنفّس؟

اعترف أخيراً الموقوف بارتكاب الجريمة. أي جريمة. فلا يهمّ نوعها وحجمها ومن استهدفت ومن ارتكبها أصلاً. المهمّ أنه اعترف. برافو. وحاز المحقق الترقية وأصبح ضابطاً «من فوق»...

يحيا العدل

ISF suckers and criminals, Ashraf RIFI and Wissam Hassan. & the MI should be locked up for life...